في كثير من الأحيان، يُشبه الحصول على صديقة جديدة الوقوع في الحب، فتُنسج أول خيوط الصداقة من أول لقاء. قد ترتاحين لفتاة دون أخرى، وتنجحين في الحصول على صداقتها وتدوم سنوات وسنوات، وقد لا يحدث هذا إطلاقاً. إذا كنت تبحثين عن صديقات جديدات، فهذه محاولة لمساعدتك على ذلك.
تحديد الهدف
قبل أن تُطلقي شراعك في رحلة البحث عن صديقة جديدة، حريٌّ بك أن تسألي نفسك: لماذا أنا في حاجة إلى صديقة جديدة؟ وإلى أي نوع من الصديقات أحتاج؟ قد يكون الجواب: «سئمت من صديقاتي الحاليات اللواتي لا يفهمنني» أو: «سئمت من القيام بالهوايات نفسها دائماً والخروج إلى الأماكن نفسها وسماع الأحاديث نفسها» أو: «أنا في حاجة إلى نَفَس جديد في محيطي الاجتماعي أو ربما، ليس لدي صديقات، فصديقتي الوحيدة هاجرت إلى الخارج».
إنك بمعرفتك ماذا تريدين بالضبط وتحديده، تقومين بطي الطريق الطويل، وتوفرين الخطى نحو بلوغ هدفك. وكمثال على ذلك، إذا كنت تدرسين العزف على الدرامز (الطبل) وهو آلة صاخبة، لكنها جميلة، في حين لا تهتم كل صديقاتك بأمر «الدرامز» ويعتبرنه آلة مزعجة، فيمكنك أن تجدي الصديقة المثالية التي تشاركك هوايتك، إما في معهد لتعلُّم الموسيقى، أو في أحد حفلات المجموعات الشبابية الصاعدة، حيث يتجمع كل محبي الموسيقى الحديثة. وإذا كنت، مثلاً، بدأت تعلُّم اللغة اليابانية عبر الإنترنت، لكن صديقاتك يسخرن منك، ويعتبرن أن لا فائدة من تعلم لغة صعبة لبلد بعيد مثل اليابان، فإنه يمكن أن تبحثي عن مركز ثقافي ياباني وتنخرطي فيه، وهناك ستجدين فتيات مثلك لهن اهتمام كبير باللغة اليابانية وبثقافة اليابان، بل إنهن يعتبرنها ثقافة غنية لبلد عريق، لا يمكن أن تفتح لك نافذة على ما في داخله إلا بتعلم لغته.
نصيحة: أكبر نصيحة يمكن أن توجه إليك، وأنت تبحثين عن صديقة جديدة هي: لا تهملي صديقاتك الحاليات، ولا تفكري في أن في إمكانك تجاهلهن والعودة في أي وقت لتجديهن في انتظارك. هذا خطأ، فالصداقة كائن حي، يولد ويكبر وقد يموت، وبالتالي فهو في حاجة إلى الرعاية والعناية. من هنا، احرصي على تخصيص وقت لصديقاتك الحاليات، خاصة إذا كان الزمن قد أثبت وفاءهن لك، لأنهن إن لاحظن أنك تهتمين بهن فقط عندما تكون صديقتك الجديدة مشغولة عنك فإنهن سيهجرنك. من جهة أخرى، ليس ثمة ما يمنعك من أن تعرّفي صديقاتك القديمات إلى صديقتك الجديدة وتستمتعن بأوقاتكن معاً.
جرأة وانفتاح
الحصول على صديقة جديدة، يتطلب أن تتحلي ببعض الجرأة، وأيضاً الانفتاح على محيطك. فعندما تكونين، مثلاً، في حفل عيد ميلاد أو حفل تخرج أو مناسبة عائلية مع الأصدقاء والصديقات أو مع العائلة، يجب أن تتحلي بالجرأة لفتح حوارات مع الآخرين ولإظهار مزاياك كفتاة طيبة، باسمة، منفتحة، مثقفة، خفيفة الظل.. وإلا فكيف ستعرف الصديقة المنتظرة كل هذه الصفات عنك إن لم تتحدثا؟ واحرصي على ألا تفرضي نفسك أكثر من اللازم، وألا يبدو أنك تعرضين خدماتك على أيٍّ كان، بل يجب أن تكون لك نظرتك الثاقبة التي تتميز بها الفتاة المحترمة الودود عن غيرها.
نصيحة أخرى: لا ترفضي أبداً دعوة توجه إليك لحضور مناسبة عائلية أو حفل أو رحلة مع الأصدقاء، واسعي إلى مقابلة أكبر عدد من الناس في مثل سنك، أو في مثل اهتماماتك الاجتماعية والمهنية، واحرصي على الاهتمام بمظهرك وأن تكوني دائماً مرتاحة في ما ترتدين وطبيعية إلى أقصى حد. كما يمكنك أن تنظمي في بيتك حفلاً وتقومي بدعوة صديقاتك وتخبريهن أن في إمكانهن أن يُحضرن صديقاتهن، وهكذا تكون لديك فرصة لمقابلة أشخاص جدد.
تعلّمي لغة الجسد
في مشوار سعيك نحو الفوز بصديقة جديدة، ينبغي عليك أن تعرفي أن لا فائدة من أن تُصري وتلاحقي فتاة لا تبدي اهتماماً من طرفها برفقتك وصداقتك. ولا تنسي أن الناس يتواصلون ويعبرون عن أحاسيسهن بجسدهم أكثر مما يعبرون عن ذلك بالكلام. فهناك أشياء كثيرة لن تقولها لك الصديقة المرشحة، لكنها ستعبر عنها من دون وعي منها بعينيها، بحاجبيها، بشفتيها، برأسها بحركات يديها. وعليك أن تكوني جاهزة للتلقي من خلال قراءتك لغة الجسد. وللتدليل على ذلك: إذا كانت هذه الفتاة الصديقة المحتملة وهي تكلمك، تنظر مباشرة إلى عينيك وتبتسم فهذه علامة جدية على أنها تهتم وترتاح إليك، أما إن كانت تحاول ألا تنظر إليك كلما تقابلت نظراتكما، أو تبتعد عندما تقتربين، فهذا يعني أنها غير مهتمة تماماً، وعليك أنت أيضاً ألا تهتمي بها وأن تذهبي للبحث في مكان آخر.
نصيحة ثالثة: ثقي بحدسك، إن شعرت بأن الفتاة التي أمامك تصلح لأن تكون صديقة لك، فتشجعي وأعطيها رقم هاتفك وإيميلك، واطلبي منها الشيء نفسه، لكن هذا لا يعني أن تبدئي الاتصال بها مرتين في اليوم منذ البداية، بل يمكنك أن تبعثي لها إيميلات طريفة، أو أن تبعثي لها رسالة قصيرة تقولين فيها: «كيف حالك؟» وتنتظري كيف ستتجاوب هي الأخرى.
تحلّي بالصبر
لا تعتقدي أن العثور على صديقة جديدة مناسِبة لتطلعاتك، ومفصَّلة على مقاساتك هو أمر سهل يتم في غمضة جفن، بل إنه أمر يتطلب جهداً وصبراً منك. عليك أن توسعي دائرة معارفك، اقبلي الدعوات التي تتلقينها ولا تقضي وقت فراغك في البيت لوحدك، سجلي نفسك في دروس لتعلم لغة، أو للرياضة أو للرقص أو للموسيقى، تطوعي لنشاط خيري أو انخرطي في جمعية من أجل العمل المدني، استغلي أي فرصة ممكنة لكي تتعرفي إلى أشخاص جدد. ولا تنطلقي وفي رأسك أفكار جاهزة، من قبيل: على صديقتي القادمة أن تحب الموسيقى الكلاسيكية مثلي أو موسيقى الروك، أو على صديقتي أن تحب ارتداء الماركات الأنيقة الثمينة. لا يجب أن تخدعك المظاهر، فقد تجدين في فتاة بسيطة وفاء لن تجديه في صديقة أنيقة، ثرية. وإذا عرفت صديقة ارتحت إليها، على الرغم من أن شروطك المسبقة لا تنطبق عليها، فخذي كل الوقت اللازم قبل أن تحكمي على علاقتكما بالنجاح أو الفشل.
نصيحة رابعة: إذا لاحظت أن الصديقة المحتملة لا تهتم بصداقتك، فهذا لا يعني أنك إنسانة تافهة، بل إن هناك تفاسير كثيرة قد تتعلق بها هي وليس بك، وذلك من قبيل أن هذه الفتاة لا تتمتع بفضول التعرف إلى شخص جديد، أو أنها قررتْ قبل أن تقابلك ألا توسع دائرة معارفها، أو أنها بطبعها تفضل الوحدة، أو أنها مصابة باكتئاب ولا تريد الاختلاط بالناس.