[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]تجارب الآخرين، والاستراتيجيات التي يعتمدونها في مواجهة السمنة، قد تختلف عن تجاربنا, لكنها تظل نافعة. فمعركتنا واحدة والهدف مشترك. المهم أن نعرف كيف نستخلص المفيد من خبراتهم.
عندما نبدأ حمية لتخفيف الوزن, تكون لدينا فكرة واضحة عن نقطة البداية، ويكون لدينا تصور أيضاً عن نقطة النهاية التي نرغب في الوصول إليها (وزننا الحالي ناقص 10 كيلوغرامات على الأقل). غير أن معرفة ما ينتظرنا على الطريق بين النقطتين هو مفتاح النجاح. فإذا كنا نتوقع مَطبّاً ما في الطريق، يمكننا تحويل وجهة سيرنا قبل الوصول إليه وتفاديه.
ماذا يمكن أن تحمل ساعات النهار لامرأة عاملة ترغب في تخفيف وزنها؟ هل هناك مطبّات أو عوائق كثيرة في طريقها؟ كيف تتفاداها؟ وكيف السبيل إلى تسهيل مهمة قطع المسافة بين الوزن الزائد والوزن الصحي؟
في محاولة للتعرف إلى الصعوبات اليومية التي يمكن أن تواجه أي امرأة تشكو الوزن الزائد، وكيفية التغلب عليها، نستعرض في ما يلي عينة مأخوذة من يوميات موظفة، إضافة إلى تعليقات ونصائح متخصصين في التغذية وتخفيف الوزن.
- الساعة السابعة صباحاً: أحاول أن أقاوم الرغبة في أكل قطعة من قالب الكعك، الذي مازال موجوداً على المائدة بعدما فرغ أولادي من تناول الإفطار وتوجهوا إلى المدرسة. أقمَع رغبتي وأتناول قصعة متوسطة الحجم، وأسكب فيها قليلاً من الحليب منزوع الدسم مع رقائق حبوب كاملة غير محلاة بالسكر، تحتوي على القرفة وعلى قطع مجففة من الفاكهة. أكتفي بهذا القدر من الطعام في وجبة الصباح. وأشعر بالفخر لأنني تناولت طعاماً صحياً.
• رأي المتخصِّص: تقول كلوديا غونزاليس، المتخصصة في التغذية ومكافحة السمنة في ميامي: إن الاكتفاء بتناول هذه الوجبة يعني بالضرورة الإحساس بالجوع بعد وقت قصير. فهذه الوجبة لا تحتوي إلا على قدر ضئيل من البروتينات، أي أنها لا تساعد على الإحساس بالشبع لوقت طويل. وهي تنصح بإضافة 15 غراماً من اللوز المقطع رقائق إلى الحبوب، فهو يوفّر البروتين والدهون الصحية.
- الساعة التاسعة: أشعر بالقليل من الجوع، على كل حال حان موعد احتساء القهوة. أقصد المقهى وأشتري كوباً من القهوة بالحليب منزوع الدسم بنكهة الكراميل، وأعجز عن مقاومة رغبتي في إضافة القليل من القشدة المخفوقة إليه. أتحدث مع صديقتي التي رافقتني لشراء القهوة. ومن حيث لا أدري أجد نفسي أخرج من المقهى وأنا أحمل إضافة إلى كوب القهوة، فطيرة بالفواكه. كيف حدث ذلك؟
• رأي المتخصص: كوب القهوة بالحليب منزوع الدسم، يُعتبر خياراً جيداً كما تقول المتخصصة الأميركية لورين أيارمان، من نيويورك، فهو لا يحتوي إلا على 180 وحدة حرارية. لكن القشدة المخفوقة غير مناسبة أبداً, لأنها تضيف 100 وحدة حرارية إلى كوب القهوة. أما الفطيرة بالفواكه فهي خيار سيئ جداً، إذ إنها تحتوي على أكثر من 500 وحدة حرارية. وهي تنصح بتفادي الوقوع ضحية إغراء الكعك والفطائر وكل المخبوزات ذات الرائحة الشهية،عن طريق الامتناع عن شراء القهوة الصباحية من المقهى الذي يبيع هذه الأطعمة المغرية، والاستعاضة عن ذلك، إمّا بتحضير القهوة في المكتب، أو في المنزل، ووضعها في وعاء حافظ للحرارة بعد إضافة رشّة من القرفة إليها.
- الساعة الثانية عشرة ظهراً: زميلتي التي كنت أنوي تناول الغداء معها تتصل لتقول لي إنها ستتأخر. أشعر بالجوع الشديد. أغزو غرفة الاستراحة في المكتب بحثاً عن طعام ما. أجد على المنضدة بعض البسكويت مع ملاحظة كتبتها إحدى الزميلات: «هذا بسكويت من حفل أقامه ابني بالأمس لأصدقائه، استمتعوا به». وأجد نفسي أستمتع به.
• رأي المتخصص: تنصح أيارمان بملء ثلاجة المكتب بالجزر الصغير، الحمّص بالطحينة، والجبن الأبيض خفيف الدسم, الفواكه الطازجة، فهذا يساعد على تفادي تناول الحلويات والمعجنات، التي تغص بها معظم المكاتب ومراكز العمل. ويمكن للكسالى، الذين لا يرغبون في المواظبَة على ملء الثلاجة بهذه الأطعمة التي يتحتّم التزود بها باستمرار لسرعة فسادها, أن يستعيضوا عنها بمنتجات صحية يمكن أن تدوم لفترة أطول، مثل حصص الحساء الفردية، التي يمكن تحضيرها في فرن «المايكروويف», والتي لا يحتوي الفنجان الكبير منها إلا على 70 وحدة حرارية.
- الساعة الواحدة والنصف ظهراً: أقرر أن تكون وجبة غدائي طبقاً من السلطة مع صلصة خفيفة الدهون, فلايزال في وسعي تفادي إفساد الجزء المتبقّي من هذا النهار. أقصد المقصف فأجد طابوراً طويلاً من الموظفين يرغبون في تناول السطة. فأقرر أن أقف في طابور الشطائر، فهو أخف ازدحاماً. أطلب شطيرة من لحم الديك الرومي مع الجبن الأصفر وأتناولها.
• رأي المتخصص: كان من المفروض الالتزام بالخيار الأول، أي طبق السلطة. وإذا كان لابد من تناول شطيرة، فكان الأفضل الاستعاضة عن الجبن الغني بالدسم, بالخس والفلفل الأحمر والطماطم والخردل. وإذا كان حجم الشطيرة كبيراً، يجب تناول نصفها فقط، والاحتفاظ بالنصف الآخر وتناوله في فترة بعد الظهر عند الإحساس بالجوع.
- الساعة الثانية والنصف بعد الظهر: أشارك في مناسبة في المكتب يتخللها تقديم معجنات وبسكويت وحلويات. أتناول بعضها لياقة. وفي النهاية لا أعرف ما إذا كنت قد تناولت 4, 8 أو 12 من كل نوع من هذه المقبلات.
• رأي المتخصص: تقول أيارمان: إنّ هذه المقبلات الصغيرة التي تقدم في المناسبات أو حتى في محال «السوبرماركت» قد تكون خادعة. فعلَى الرغم من مظهرها, فإن الواحدة منها قد تحتوي على 100 وحدة حرارية أو أكثر. وتقول غونزاليس، إنه علينا في مثل هذه الحالة أن نقرر ما إذا كنا سنجعل من هذه المقبلات وجبة فعلية, فنتناول منها ما يكفي لملء طبق صغير. ونأكلها عوضاً عن الوجبة. أما إذا كنا سنعتبرها مجرد مقبلات, فيجب الاكتفاء بتناول اثنتين أو ثلاث منها فقط. ويمكن تحويل انتباهنا عنها, باحتساء كوب من الماء الغازية أو العصير المخفف بالمياه. ويُستحسن إطالة مدة احتسائه قدر الإمكان كي تنشغل اليدان والفم عن المقبلات.
- الساعة الرابعة والنصف بعد الظهر: يتم إبلاغي أن التقرير الذي أمضيت أياماً طويلة في إعداده يخضع لعملية تقطيع وتعديل وحذف. أشعر بالغضب, فأسارع إلى تناول الشوكولاتة من العلبة التي أحتفظ بها في درج مكتبي.
• رأي المتخصص: يقول الدكتور روجر غولد، المتخصِّص الأميركي في مكافحة السمنة: إن الناس يلجأون إلى الطعام كوسيلة لإسكات انفعال, عوضاً عن التعامل معه. يُضيف إنه علينا في هذه الحالة أن نسأل أنفسنا: لماذا نحتاج إلى ذلك؟ ما هي خياراتي الأخرى؟ وهو ينصح بمواجهة المشكلة التي تدفعنا إلى الأكل وإيجاد حل لها يجعلنا نشعر بالارتياح أكثر ممّا يفعل تناول الشوكولاتة.
- الساعة السادسة والنصف مساء: كثرة الأعمال في المكتب لم تترك لي الوقت الكافي لإحضار الدجاج الذي أردت إعداده لعائلتي في وجبة العشاء. لذلك، قررت أن أطهو لهم بعض المعكرونة, وأنتظر قدوم زوجي لأتناول وجبة العشاء معه. لكنني أجد نفسي أتناول ما خلفه أطفالي من طعام في أطباقهم.
• رأي المتخصص: عادة تناول ما يتركه الأطفال في أطباقهم, هي عادة شائعة جداً في أوساط الأمهات. وتقول أيارمان، إنه عوضاً عن مراقبة الأطفال يتناولون طعامهم, على الأم أن تشاركهم المائدة وتتناول معهم طبقاً من السلطة الخفيفة في انتظار موعد وجبتها. تضيف إنَّ على الأمهات التخلي عن الذريعة، التي يستخدمنها لتبرير تناولهن ما يتركه الأطفال في أطباقهم, (و هي أن رميها هدر للطعام). فإذا كانت الكمية المتبقية عن الأطفال كبيرة، فيجب حفظها في الثلاجة ليتناولوها في ما بعد. أما إذا كانت قليلة, فالأفضل رميها عوضاً عن إثقال جسم الأم بها.
- الساعة الثامنة مساء: عند وصول زوجي إلى المنزل, قررنا أن نطلب طعاماً جاهزاً من المطعم الصيني. طلبت أنا أرزاً بنياً مع خضار محضرة على البخار, لكنها بدت لي حزينة، مقارنة بالدجاج و«النوديلز» التي طلبها زوجي. تذوقت طعامه, وانتهى بي الأمر إلى تناول نصفه.
• رأي المتخصص: يجب التعود على ملء الطبق بكمية محددة من الطعام وتناولها في غرفة الطعام, مع ترك الكمية المتبقية منه في المطبخ بعيداً عن نظرنا. من جهة ثانية, فإنّ الخضار المحضرة على البخار من دون صلصة هي صحية من دون شك, لكنها تصيبنا بالسأم. لذلك تنصح أيارمان، بملء الطبق بالأطعمة الصحية, إضافة ملعقتين فقط من الطبق الدسم فوقها.
- الساعة العاشرة ليلاً: أجلس مع زوجي لمشاهدة برنامج تلفزيوني. ينهض بعد قليل ويجلب من المطبخ قصعتين من الآيس كريم. أجد صعوبة في مقاومة هذا الطعام اللذيذ.
• رأي المتخصص: تقول أيارمان، إنه إذا كان لابد من تناول طعام ما مساء أمام شاشة التلفزيون, فالأفضل أن يكون القليل من ثمار العليق (فراولة, توت أسود, توت بري) أو القليل من الفشار المحضر من دون زيت (في الآلة الخاصة التي تحضره بالهواء الساخن فقط). ولكن بعد تناول وجبة عشاء الساعة الثامنة لا ترى أيارمان سبباً وجيهاً لتناول المزيد من الطعام بعد ساعتين. والأفضل هو الخلود إلى النوم.